الخميس، 5 سبتمبر 2019

كهوف غامضة تحت الماء في المكسيك عمرها ملايين السنين


منذ نحو 66 مليون عام، ضرب نيزك قطره 15 كيلومترا شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك، ويقال إنه قضى على جميع الديناصورات تقريبا. وقد تسبب الاصطدام في موجات مد عاتية وأدى إلى إذابة مليارات الأطنان من الصخور وأحدث فوهة عملاقة قطرها 200 كيلومتر في سطح الأرض وتسربت إليها المياه تدريجيا، وتخللت طبقات الصخور الجيرية وشكلت آلاف الحفر الغائرة. وعلى مدى آلاف السنين، انهارت بعض هذه الحفر وتآكلت أخرى في المنطقة وتشكلت على إثر ذلك شبكة شاسعة من الكهوف المغمورة. وكان شعب المايا يعتمد على هذه الخزانات الطبيعية للمياه الجوفية التي تعرف باسم "سينوتي"، كمصدر لا غنى عنه للمياه، وكانت تمثل لهم أهمية روحانية أيضا، إذ كانوا يعتقدون أنها مداخل مقدسة للتواصل مع آلهة المطر والخلق، ولهذا دأبوا على إلقاء القرابين وصفائح الذهب والأواني المملؤة عن آخرها بالحلي المصنوعة من حجر اليشم في أعماق هذه الشبكة من الكهوف والآبار. وكانوا يعتقدون أن الأموات سيمرون عبر هذه الدروب العميقة إلى العالم السفلي المظلم والمخيف الذي يطلقون عليه اسم "زيبالبا"، حيث يولد البشر والآلهة من جديد. ولا تزال هذه الآبار الجوفية توفر 95 في المئة من احتياجات معظم السكان من مياه الشرب، ويتوافد السكان من حول العالم على شبه جزيرة يوكاتان للاستحمام والغطس في برك المياه الجوفية الخضراء الضاربة إلى الزرقة التي تشكلت بفعل انهيار طبقات الحجر الجيري. وغدت أسقف الكهوف الشبيهة بقباب الكاتدرائيات ومياهها الغنية بالمعادن من أشهر الوجهات السياحية الطبيعية في المنطقة. null مواضيع قد تهمك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق